تاريخ بريد مصر المحروسة تحت حكم أسرة محمد علي الجزء (6)

مقدمة الناشر

هذا الكتاب يقدم حصراً للطوابع المصرية في أول مائة عام فمن المعروف أن أول طابع مصري تم إصداره في عام 1866 م في عهد الخديوي إسماعيل الذي اهتم اهتمام بالغ بقطاع البريد وشق الطرق وتهيئة المواصلات المناسبة لنهضة مصر المحروسة وعند إصدار هذه الطوابع كانت اللغة المستخدمة هي اللغة التركية والعملة المستخدمة هي البارة والقرش حيث كان القرش الواحد يساوي أربعين باره وتوالت الإصدارات بعد ذلك لزيادة الطلب على الطوابع ووجود شبكة مكاتب بريد كبيرة في القطر المصري وفي معظم الأحيان كان الواقع السياسي والاجتماعي له بالغ الأثر في الرسومات الموجودة على الطابع واللغة المستخدمة.

كان أول مدير للبريد المصري هو المسيو "جاكومو موتسى Giacomo Muzzi" وهو إيطالي الجنسية كان قد أنشأ شركة البوسطة الأوربية لتوزيع البريد داخل القطر المصري وقام الخديوي إسماعيل بتمصيرها لتصبح نواةً للبريد المصري وعين السيد "جاكومو موتسى Giacomo Muzzi" مديرا لها لذا كانت اللغة الأوربية المستخدمة على الطوابع هي الإيطالية والتي حلت محل اللغة التركية في الطابع الثاني عام 1867 وبعد تولي المستر "كليار" Keliar الانجليزي إدارة هيئة البريد تغيرت اللغة المستخدمة على الطوابع الى الفرنسية ثم إلى الإنجليزية مع العربية بعد ذلك من بداية الطبعة الثالثة.

كانت تستخدم الطوابع العادية لتخليص المراسلات وتحصيل قيمه نقدية مقابل خدمة التوصيل وظلت تستخدم هذه الطوابع مع توفيرها كي تلبي الاحتياجات في صورة إصدارات جديدة أو معاده أو الطبع حسب الحاجة بعد ذلك.

إلى جانب الطوابع العادية إصدار مصلحة البريد طوابع عده للمناسبات المهمة مثل المؤتمرات والاحداث الهامة وهو ما يطلق علية البريد التذكاري حيث كان أول ظهور له في وفى أول أبريل 1925 وكانت تستخدم لفترة معينة ثم تنتهي صلاحية الاستخدام.

وهناك طوابع يطلق عليها البريد المستحق وهي الطوابع التي تستخدمها هيئة البريد لتحصيل رسوم إضافية على البريد من المستلم لأن المبلغ المدفوع من المرسل لا يفي بقيمة الطابع وكان أول إصدار منها في أول يناير عام 1884م.

أعدت هيئة البريد للجهات الحكومية طوابع خاصة كانت تستخدم لهذا الغرض في بداية الأمر كان مطبوع عليها أميري وبعد ذلك طبع كلمة حكومي وكان اول إصدار في أول يناير 1893. وفي 28 من نوفمبر سنة 1926 إصدار هيئة البريد طوابع البريد المستعجل حيث ظهرت الحاجة اليه فكان المرسل يرغب في وصول البريد في فترة زمنيه أقل من المعتاد ويدفع لقاء ذلك رسوم إضافية تحددها الهيئة حسب المسافة والوزن.

بعد ظهور النقل الجوي بالطيران ظهرت الحاجة الى إصدار طوابع بريد جوي وفي أغسطس عام 1921 انتظم خط طيران لنقل الحقائب البريدية بين القاهرة وبغداد، ثم امتد هذا الخط المذكور إلى البصرة في عام 1927. وفى 19 أبريل عام 1929 أُنشئ أول خط جوى لنقل البريد بين مصر وإنجلترا. وفي 20 ديسمبر سنة 1933 إصدار مصلحة البريد مجموعة من الطوابع التذكارية بمناسبة مؤتمر الطيران الدولي الذي انعقد بالقاهرة.

الطوابع شبه البريدية أو ما يطلق عليها (Semi-postal) وفيه تقسم قيمة الطابع الى جزئيين جزء يذهب الى هيئة البريد والأخر الى تبرع لعمل خيري معين.

وفي عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل دخلت مصر في حرب لمنع قيام هذه الدولة وحماية الشعب الفلسطيني مما استدعى إصدار طوابع مصرية تستعمل في فلسطين وبعد انتهاء الحرب ظل قطاع غزة الفلسطيني تحت الحكم المصري حتى عام 1967 م مع فترة انقطاع اثناء العدوان الثلاثي عام 1956 م ولذلك تم عرض طوابع فلسطين كاملة لأنها انتهت في عام 1967 بزيادة عام عن الفترة الزمنية التي يغطيها هذا الكتاب.

ويلاحظ اختلاف الكتالوجات في عرض الطوابع فهناك نوع يقوم بعرض الطوابع وفقا لأنواعها ومثال ذلك كتالوج: SCOTT وكتاب: CHALHOUB, Joseph H. وكتاب: SMITH, Peter A.S. وكتاب الدكتور/ مدحت الشيشيني ونوع آخر يعتمد في عرض الطوابع على تاريخ إصدار الطابع كما في كتالوج : GIBBONS, Stanley. وكتالوج: BALIAN, Leon. وفي هذا الكتاب سيتم ترتيب الطوابع حسب النوع.

هذا الكتاب ينفرد بعرض كافة الطوابع المصرية في الفترة محل الدراسة بألوانها الطبيعية ومصغرة عن الحجم الطبيعي وذلك عن عمد للحماية من سوء الاستعمال والمساءلة القانونية ويعد هذا العمل جزء من إصدارات دار الرضا للنشر والتوزيع لتاريخ البريد المصري والتي تتألف من ثلاثة مجلدات لمن يريد دراسة تاريخ الطوابع والبريد المصري بشكل موثق.

يطلب من دار الرضا للنشر والتوزيع.

وما توفيقي الا بالله

أ. د سامي محمد فريج